عاجلمقالات وأراء

وزير الأوقاف يكتب.. الشمس التي لا تغيب

الشمس لا تغيب ، لكنها قد تحجب عنا إما بطبيعة دوران الأرض حول نفسها ، أو بفعل الغيم والسحب التي قد تحول بيننا وبين رؤيتها ، أو بما يصيب بعض الأعين المريضة من اعتلال يحول بين أصحابها وبين ضوء الشمس الساطع ، على حد قول الشاعر :
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْــــــمَ الماء منْ سَقَــــــــم
وبينما كنت في رحلة إلى أسيوط الأحد الماضي لحضور مؤتمر فرع جامعة الأزهر بأسيوط عن “فهم التراث وأثره في مواجهة الانحراف الفكري” ، وكان الجو غائمًا لم يُرَ في صباحه الباكر ضوء الشمس لغيم كان يحجبه , فما أن ارتفعت الطائرة فوق السحاب حتى لفت فضيلة المفتي أ.د/شوقي علام نظري إلى سطوع الشمس فوق السحاب ، ودار بيننا نقاش فكري وعلمي وثقافي ، حول أن الحقائق الساطعة قد تحجب لغيم يحجبها ، أو لأن قصور الرؤية لا يدركها أو لا يريد أن يدركها ، غير أن هذا السطوع الحقيقي للشمس وللحقائق الناصعة لا يمكن أن ينكر أو يجحد ، فالشمس قد تحجب عن الأبصار العليلة لكنها لا تغيب ، فالحقائق لا يمكن أن يحجبها غيم الأبصار أو مرض القلوب , على حد قول المتنبي :
وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ
أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّيــاءِ؟
لقد دار حديثي مع فضيلة المفتي حول تلك الإنجازات والمشروعات العملاقة , انطلاقًا من قناة السويس الجديدة إلى افتتاح شرق قناة بورسعيد ، مرورًا باستصلاح المليون ونصف المليون فدان ، وشبكة الطرق الطموحة العملاقة ، ومشروعات الإسكان والبنية التحتية ، وبخاصة في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة من الشمس والرياح ، ومشروع محطة الضبعة النووية العملاق ، ومشروعات المياه والصرف الصحي ، إضافة إلى المشروعات الاقتصادية الكبرى , كمشروع تطوير محور قناة السويس ، والعاصمة الجديدة ، والساحل الشمالي ومطروح ، إلى إنشاء وإعداد وتطوير العديد من الموانئ والمطارات ، أضف إلى ذلك استكمال خارطة الطريق السياسية بانتخابات برلمانية حرة ونزيهة وشفافة جاءت معبرة عن الإرادة الحقيقية للناخبين ، وهو ما شهد به القاصي والداني ، والعدو قبل الصديق .
هذا إضافة إلى صمود الدولة في مواجهة الإرهاب والتحديات الخارجية التي مزقت العديد من الدول حولنا ، غير أن صمود الدولة المصرية بكل أركانها العسكرية والمدنية في ظل قيادة حكيمة للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي قد أضج مضاجع أعدائنا المتربصين بنا وشتت كيانهم وأربك حساباتهم .
إن مصر بخير ، وستظل بإذن الله تعالى بخير ، ولن تغيب عنها الشمس ، وسيرد الله (عز وجل) كيد المتربصين بها في نحورهم ، غير أننا في حاجة إلى مزيد من اللحمة ، وأن نكون بحق وصدق يدًا واحدة من أجل الحفاظ على بلدنا في معركة البقاء , والنهوض بها في رحلة البناء ، وأن نتحصن بمزيد من العلم والبحث والمعرفة وتأهيل الشباب ، وإعطائهم الفرصة في الإسهام الحقيقي في بناء مجتمعهم والحفاظ عليه ، أضف إلى ذلك حاجتنا إلى مزيد من الأمل , وألا نفت في عضد المصريين ، أو نقلل من قدراتهم على بناء دولتهم الحديثة , أو نجرهم إلى مضمار اليأس القاتل .
علينا جميعًا أن نثق أولاً في الله (عز وجل) وأنه كما لم يضيعنا في الماضي لن يضيعنا في المستقبل ، فإنه (عز وجل ) سيحوطنا برعايته وعنايته , ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض” ، ثم إن علينا أن نثق في قدراتنا على البناء والتعمير، والتقدم إلى مصاف الأمم المتقدمة ، وأن ندرك أن علينا في سبيل ذلك أن نصطف اصطفافًا وطنيًا حقيقيًا في مواجهة الإرهاب الذي يعد أكبر عائق ومعوق للبناء والتنمية ، وهو ما يتطلب منا خطابًا دينيًا وفكريًا وثقافيًا رشيدًا مستنيرًا .

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »